خديجة بنت خويلد


 السيّدة خديجة هي إحدى أمهات المؤمنين وأولى زوجات الرسول صلّى الله عليه وسلّم، واسمها هو: خديجة بنت خويلد أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب، القرشية الأسدية، وممّا قيل في ترجمتها أنها كانت تُدعى قبل البعثة الطاهرة.

وأمها فاطمة بنت زائدة، قرشية من بني عامر بن لؤي، كما كانت السيّدة خديجة متزوجة بأبي هالة بن زرارة بن النباش بن عدي التميمي أولًا، ثم تزوجها بعد أبي هالة عتيق بن عابد بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، ثم تزوجها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وهي أم أولاد الرسول جميعًا ما عدا إبراهيم .

وكانت تُلقّب بأم القاسم، حازت السيدة خديجة على مناقب عديدة وكراماتٍ جمّة وسيكون هذا المقال للحديث عن حياة خديجة بنت خويلد ووفاتها رضي الله عنها.

 حياة خديجة بنت خويلد :

 السيدة خديجة بنت خويلد هي سيدة نساء العالمين في زمانها حيث كانت عاقلة جليلة دينة مصونة كريمة، وقد كان لها عند رسول الله مكانة خاصّة فكان يفضلّها على سائر أمهات المؤمنين ويُثني عليها ويُعظمّها وممّا يدلّ على هذه المكانة أنّ رسول الله لم يتزوج عليها قط.

وقد كانت السيدة عائشة تغار منها بعد وفاتها لشدّة ما ترى من تعظيم رسول الله لها، تزوّج رسول الله السيدة خديجة عندما كان عمره 25 عامًا وكانت أكبر منه بخمسة عشر عامًا وأصدقها عشرين من الإبل،وعاشت معه أربعةً وعشرين عامًا، وكان سبب الزواج أنّها كانت امرأة موسرة وصاحبة تجارة فأرسلت الرسول الكريم بتجارةٍ لها لما سمعت من صدقه وأمانته ورغبّها ما رآت من أخلاقه الكريمة في الزواج منه، فقد كانت السيدة خديجة امرأة لبيبة وحازمة وذات شرف ونسب فرضيها رسول الله زوجةً له.

السيدة خديجة هي أول من آمن برسول الله وصدقّه وموقفها في بدء الوحي عظيم حيث ثبتّت رسول الله وزادت من رباطة جأشه وذكرته بما له من الصفات الكريمة والمحامد الرفيعة، ومن فضائلها أنّها من أهل الجنة فقد أخبر جبريل -عليه السلام- رسول الله أن يبشرها بذلك.

عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: "أَتَى جِبْرِيلُ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ: يا رَسولَ اللهِ، هذِه خَدِيجَةُ قدْ أَتَتْكَ معهَا إنَاءٌ فيه إدَامٌ، أَوْ طَعَامٌ، أَوْ شَرَابٌ، فَإِذَا هي أَتَتْكَ، فَاقْرَأْ عَلَيْهَا السَّلَامَ مِن رَبِّهَا عَزَّ وَجَلَّ، وَمِنِّي، وَبَشِّرْهَا ببَيْتٍ في الجَنَّةِ مِن قَصَبٍ، لا صَخَبَ فيه وَلَا نَصَبَ .

وهي من خير نساء العالمين حيث قال رسول الله: "خيرُ نساءِ العالَمينَ : مَريمُ بنتُ عِمرانَ وخديجةُ بنتُ خُوَيلدٍ وفاطمةُ بنتُ مُحمَّدٍ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- وآسيةُ امرأةُ فِرعونَ"إلى غير ذلك من المناقب التي جعلت من السيدة خديجة خير قرين لرسول الله في حياتها وظلَّ يذكرها ويستغفر لها بعد مماتها.

أزواج خديجة بنت خويلد وأولادها قبل النبي كانت أمّ المؤمنين خديجة -رضي الله عنها- قد تزوّجت قبل زواجها بالنبي -عليه الصلاة والسلام- مرّتين، ولها من زوجيها أربعة أبناءٍ، تفصيل ذلك فيما يأتي: عُتيق بن عابد بن مخزوم: وأنجبت منه هند، و قد أدركت الاسلام وأسلمت، وتزوّجت، ولم يُذكر أنّها روت عن النبي -صلّى الله عليه وسلّم-. أبو هالة بن زرارة الأسيدي التميمي: وهو مالك بن النبّش.

 وأنجبت خديجة منه ابنها هند؛ الذي عُرف بروايته لحديث صفة النبي -صلّى الله عليه وسلّم-، قال عنه أبو عمر: "كان فصيحاً بليغاً، وصف النبيّ -صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم- فأحسن وأتقن"، وقد قُتل مع علي بن أبي طالب يوم موقعة الجمل، وأنجبت أيضاً هالة، وقد أدرك الاسلام وأسلم، وقال فيه ابن حبان: "هالة بن خديجة زوج النّبيّ -صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم- له صحبةٌ".

وأنجبت الطاهر، وأسلم، وقد أرسله رسول الله إلى اليمن عاملاً. وقد امتنعت خديجة -رضي الله عنها- عن استقبال الراغبيين بالزواج بها بعد وفاة زوجها الثاني، ورفضت جميع من تقدّم لخِطبتها، وكانت ذات جاهٍ، ومالٍ، وجمالٍ، سعى الكثير من رجال قريش وأشرافها لخِطبتها، وقدّموا في سبيل ذلك الأموال، إلّا أنّها رفضت الزواج من أحدٍ منهم.

ثمّ أكرمها الله -عزّ وجلّ- بالزواج من مُحمدٍ -عليه الصلاة والسلام-، وكانت قد انشغلت بالتجارة، وتنمية أموالها؛ بأن تستأجر الرجال ليخرجوا عاملين بأموالها، وقد اشتُهر قومها بالتجارة إلى بلاد الشام واليمن صيفاً شتاءً، وقد وصفهم الله -تعالى- بقوله: (لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ * إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ).

زواج السيدة خديجة من النبي

قصة زواج السيدة خديجة من رسول الله تزوَّج النبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- خديجة -رضي الله عنها- قبل نزول الوحي عليه بخمسة عشرة سنةٍ تقريبا، وكانت خديجة تكبر النبيَّ -صلَّى الله عليه وسلَّم.

بخمسة عشر سنة؛ حيث كان عمره حين تزوجها خمساً وعشرين سنة بينما كان عمرها أربعين. وزوَّجها منه عمُّها عمرو بن أسد، فقال حين خطبها رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: "محمد بن عبد الله بن عبد المطلب يخطب خديجة بنت خويلد، هذا الفحل لا يُقدَع أنفه".

أما عن سبب زواجها فقد ذكرنا أن خديجة -رضي الله عنها- كانت ذات نسبٍ وشرفٍ ومال، وكانت امرأةً تاجرةً تستأجر الرجال فترسلهم إلى بلاد الشام بمالها وتجارتها، وقد سمعت عن رسول الله كرم أخلاقه وصدق حديثه وأمانته فعرضت عليه أن يخرج في مالها تاجراً إلى الشَّام على أن تعطيه ضعف ما تعطي غيره من التُّجار، فقبل -صلَّى الله عليه وسلَّم.

ذلك وخرج مع غلامٍ لخديجة اسمه ميسرة إلى الشّام حتى استظلَّا تحت شجرةٍ قريبةٍ من صومعة راهب من الرهبان، فأتى الرَّاهب ميسرة فسأله عن هذا الرجل وعلم أنه من قريش، فقال: "ما نزل تحت هذه الشجرة قطُّ إلا نبيّ"، ثم باع سلعته وربح ضعف ما كانوا يربحون، وحدَّث ميسرة خديجة -رضي الله عنها- بأمر الراهب وأخبرها بما ربحوا في تجارتهم فسُرَّت بذلك وأرسلت إلى النَّبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- فقالت له.

"إني قد رغبت فيك لقرابتك مني، وشرفك في قومك، وأمانتك عندهم، وحسن خلقك، وصدق حديثك"، ثم عرضت عليه نفسها، فلما قبل -صلَّى الله عليه وسلَّم- كلَّم أعمامه أبا طالبٍ وحمزة والعبَّاس فذهبوا إلى عمِّ خديجة فخطبوها إليه فتزوجها -صلَّى الله عليه وسلَّم.

أزواج خديجة بنت خويلد

وأولادها قبل النبي كانت أمّ المؤمنين خديجة -رضي الله عنها- قد تزوّجت قبل زواجها بالنبي -عليه الصلاة والسلام- مرّتين، ولها من زوجيها أربعة أبناءٍ، تفصيل ذلك فيما يأتي: عُتيق بن عابد بن مخزوم: وأنجبت منه هند، و قد أدركت الاسلام وأسلمت.

وتزوّجت، ولم يُذكر أنّها روت عن النبي -صلّى الله عليه وسلّم-. أبو هالة بن زرارة الأسيدي التميمي: وهو مالك بن النبّش، وأنجبت خديجة منه ابنها هند؛ الذي عُرف بروايته لحديث صفة النبي -صلّى الله عليه وسلّم-، قال عنه أبو عمر: "كان فصيحاً بليغاً.

 وصف النبيّ -صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم- فأحسن وأتقن"، وقد قُتل مع علي بن أبي طالب يوم موقعة الجمل، وأنجبت أيضاً هالة، وقد أدرك الاسلام وأسلم، وقال فيه ابن حبان: "هالة بن خديجة زوج النّبيّ -صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم- له صحبةٌ"، وأنجبت الطاهر، وأسلم، وقد أرسل.

وفاة خديجة بنت خويلد :

إنّ وفاة السيدة خديجة كانت شديدة الوقع على رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- فهي أول من آمنت به وكانت له خير زوجة، وقد توفيت رضي الله عنها عندما كان عمرها أربعةً وستين عامًا وستة أشهر، كما ذكر المؤرخون أنها توفيت في رمضان ودُفنت في الحجون وكان ذلك قبل الهجرة بثلاث سنوات وقيل بأربع سنوات وفي قولٍ آخر أنّ وفاة خديجة بنت خويلد كانت قبل الهجرة بخمس سنوات, وكان ذلك قبل فرض الصلاة وبعد أن توفي أبي طالب عم الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- بثلاثة أيام.